الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
مونديال قطر.. المستأجرون القدامى
قطر

تشهد العاصمة القطرية التي تتوقع تدفّق أكثر من مليون زائر لحضور المونديال الأول في الشرق الأوسط والعالم العربي بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر، طلبًا مرتفعًا على الشقق وتسابق الزمن للتمكن من تأمين أماكن إقامة لمشجّعي المنتخبات المشاركة.

ويقول مسؤول في شركة عقارية فضّل عدم الكشف عن اسمه "معظم الملّاك القطريون يريدون الاستفادة من فترة المونديال، لذلك لم يرحموا" المستأجرين، معتبرًا أن القاعدة الآن هي "الجشع في سبيل المال".

ويؤكد أنّ الدوحة تشهد ظاهرة ارتفاع أسعار الإيجارات بدءًا من 10%، وهي نسبة الزيادة المسموح بها قانونًا، إلا أنه شدّد على أن هناك جهات مالكة لشقق وأبراج زادت الأسعار "بشكل جنوني".

وتحدث تقرير لفرانس برس بأن شركات قطرية تطلب من المستأجرين إخلاء الشقق التي تسكنها، بدون سابق إنذار، لتؤجرها خلال المونديال بسعر خياليّ.

ويجد مستأجرون كثر أنفسهم ضحايا سباق مالكي العقارات من أجل تحقيق أرباح أكبر خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم، فيرفضون تجديد عقود انتهت مدّتها في الأشهر الأخيرة، في حين يجد مستأجرون آخرون، وفق إفادات جمعتها وكالة فرانس برس، أنفسهم أمام خيارين: إما تجديد عقود شققهم بإيجارات أعلى ولمدة تصل إلى سنتين أحيانًا، أو ترك منازلهم طوعًا.

اقرأ أيضاً: "الغارديان": قطر تفرض قيود على الطواقم الإعلامية خلال المونديالو

 

وتقدّر رئيسة قسم الأبحاث لدى مجموعة فالوسترات (Valustrat) الاستشارية الدولية في قطر أنوم حسن أن تكون "الإيجارات ارتفعت في بعض المناطق بمتوسط 40% خلال عام واحد".

وذكر دبلوماسي غربي أن موظفين في سفارته طالبوا بزيادة رواتبهم ليتمكنوا من تحمّل عبء ارتفاع الإيجارات.

ونقلت فرانس برس عن عدد من المستأجرين قولهم إنه لم يكن لديهم خيار سوى القبول بزيادة على قيمة إيجارات منازلهم، بينما امتنع كثيرون عن الرد على الأسئلة.

ومن المقرر أن يمكث مشجّعون كثرٌ قادمون إلى الدولة الثرية الغنية بالغاز لحضور المونديال الذي كلّف تنظيمه مليارات الدولارات، في فنادق أو شقق أو مخيمات في الصحراء أو على متن سفن، مقابل أسعار متفاوتة ومعقولة. إلا أن آخرين فضّلوا الإقامة في منازل فخمة أو في شقق قريبة من الملاعب، بأسعار مرتفعة جدا.

وحسب فرانس برس فإنّ متوسط الأسعار لاستئجار شقة لشخصين على موقع "إير بي ان بي" المتخصص بتأجير المساكن الخاصة، في الدوحة خلال فترة المونديال، يبلغ 2500 دولار في اليوم، و77 ألفا لشهر. والحدّ الأدنى لاستئجار منزل أو فيلا لشهر المونديال في الدوحة يبلغ نحو 13 ألف دولار.

وتوضح شريكة في ملكية أحد الأبراج في الدوحة أن مالكًا قطريًا لإحدى الشقق في البرج "طلب 11 ألف دولار لليلة الواحدة مقابل تأجير شقّته"، مشيرة الى أنه قرّر "تمضية فترة المونديال في أوروبا" لإخلاء الشقة.

ويروي المسؤول في الشركة العقارية أنه أراد أن يستفيد بدوره من الحدث فعرض منزله على موقع "إير بي إن بي" ليؤجّره لمشجّعين، لكنه لم ينجح في ذلك لأن عقد الإيجار يمنعه من تأجير المنزل بدون موافقة المالك.

وخطرت فكرة تأجير المنازل "من الباطن" للكثير من المستأجرين الذين أرادوا جني بعض الأرباح. لكنّ محاولات كثيرة باءت بالفشل، وبين هؤلاء عادل (اسم مستعار) الذي عرض شقّته المؤلّفة من غرفة واحدة للإيجار على موقع "إير بي إن بي" منذ شهر أبريل الماضي مقابل 900 دولار لليلة الواحدة، و"كان الطلب كبيرًا جدًا". لكنه ما لبث أن تلقى رسالة من الموقع تطلب منه مستندات رسمية تثبت "عدم ممانعة" المالك، فاضطر لإلغاء الحجوزات.

وقد تتدنى الأسعار في الأسابيع القليلة المتبقية قبل المونديال بعدما تخلى الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤخرًا عن آلاف غرف الفنادق التي كان حجزها مسبقًا لاستضافة لاعبين ومسؤولين.

ليفانت نيوز_ "فرانس 24"

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!